للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والرماد فيه الشرر. فقد صار الناس في شرارات رمادٍ يستضيئون بها. ومعنى الشر مخالط لذلك.

من لي ومن بهم إن أظلمت نوبٌ ... ولم يكن ليلها يفضي إلى سحر

من لي ومن بهم إن عطلت سنن ... وأخفتت ألسن الآثار والسير

من لي ومن بهم إن أطبقت محن ... ولم يكن وردها يدعو إلى صدر

هذا ترتيب رواية المطرب وفيه لهم مكان بهم ومكان بهم أصح.

ومن لي فيها معنى التوجع الذي في «أين» مع الدلالة على قرب الزمان وحداثة عهد الفاجعة.

على الفضائل إلا الصبر بعدهم ... سلام مرتقبٍ للأجر منتظر

يرجو عسى وله في أختها طمع ... والدهر ذو عقب شتى وذو غير

قرطت آذان من فيها بفاضحة ... على الحسان حصى الياقوت والدرر

هذا البيت شاهدٌ على ما قدمناه من قصد الشاعر إلى الإمتاع مع معاني الرثاء والعظة والحكمة. والقصيدة جيدة والأخطاء التي في طبعاتها ليس استدراكها بعسير إذ أكثرها إما عن تحريف أو خفاء بعض النقط والحروف، مثل:

وأسبلت دمعة الروح الأمين على ... دمٍ بفخٍّ لآل المصطفى هدر

فربما وضعت «يشج» مكان «بفخ» بالفاء الموحدة الفوقية أخت القاف المثناة والخاء المعجمة الفوقية مشددة وهي وقعة لآل البيت كان في زمان الرشيد وكان بعدها فرار إدريس الحسني إلى المغرب ويحيى إلى الديلم واستشهد أخوهما الحسين رحمهم الله جميعًا. ويشج لا معنى لها ههنا. وليقس ما لم يقل.

هذا وضروب الحكمة والعظة كالذي ذكرناه من الوصايا مما يحسن إلحاقه بهذا النوع

<<  <  ج: ص:  >  >>