للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إنشاد بعض الفضلاء من السلف الصالح:

نبئت أن فتاة كنت أعشقها ... عرقوبها مثل شهر الصوم في الطول

وإنشاد ابن عباس:

إن تصدق الطير ننك لميسا

ومع هذا قد أبى إحساس التحرج إلا ملامة عمر بن أبي ربيعة على غزله وكان الجيل الأول أوسع حلمًا وأرحب صدرًا. فقد رووا أنه أنشد ابن عباس رضي الله عنهما رائيته فأقبل عليه وأعرض عن نافع بن الأزرق.

ورووا عن يزيد بن معاوية، وما كان من صالحي السلف، أنه قال لأحد جنده وهو يستعرضهم لغزوة الحرة: «ترس ابن أبي ربيعة خبر من ترسك»، يعني قوله:

فكان مجنى دون من كنت أتقي ... ثلاث شخوص كاعبان ومعصر

وذكر صاحب أنساب الأشراف أن يزيد كان امرأً ذا عقدة. وقد كان من الجبابرة الطغاة بلا شك، فاستشهاده بما استشهد به من شعر عمر يدل على من كان ينزله ذلك الشعر من منزلة الفكاهة والملح.

ومع هذا فقد كان ابن أبي ربيعة صاحب مال وتجارة (١). وشعره الغزلي ما عدا


(١) () أية ذلك تردده بين الشام واليمن، قال يذكر سفره إلى الشام:
قلت سيرا ولا تقيما ببصرى ... وحفير فما أحب حفيرا
إنما قصرنا إذا حسر السير ... بعيرًا أن نستجد بعيرا
فهذا سير تاجر. وقال يذكر صنعاء وحمى أصابته بها:
لعمرك ما جاورت غمدان طائعًا ... وقصر شعوب أن أكون به صبا
ولكن حمى أضرعتني ثلاثةً ... مجرمة ثم استمرت بنا غبا
وشعوب جبل صنعاء، وغمدان قصرها العظيم.

<<  <  ج: ص:  >  >>