للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في جملته التماس الراحة والأنس من عناء سفر التجارة، وذلك كان عمل آبائه من عهد الجاهلية. وقوله:

هيهات من أمة الوهاب منزلنا ... إذا حللنا بسيف البحر من عدن

شاهد في هذا الذي نقول به. وأمة الوهاب ابنته. ولا يعقل في نحو قوله:

قالت سكينة والدموع ذوارفٌ ... منها على الخدين والجلباب

ليت المغيري الذي لم أجزه ... فيما أطال تصيدي وطلابي

أن تكون سكينة أو سعيدة (١) قالت له ذلك وهي ممن أجمع عليه مع الشرف أنها من العقائل. (فيما أطال أي في إطالته فلا تظن أنه أراد بها بينما كما يقول بعضهم الآن).

وقد كان في القوم حرية وقرب عهدٍ بالسذاجة البدوية المعدن، إذ لا ينفك عربي مهما يكن من أهل الحواضر من أن يكون متحليًا بفضائل البداوة، ومهما يكن من أهل البادية أن تكون له صلة بالحواضر وهو قول أبي حيان إنهم كانوا في باديتهم حاضرين.

ثم لا ننس أخذ عمر وجيله من أدب القرآن. وأحسب أن الدكتور طه حسين رحمه الله قطع بأن أسلوب الحوار من ابتكار عمر بن أبي ربيعة وفي معلقة عنترة حوار مع حصانه حيث قال:

فأزور من وقع القنا بلبانه ... وشكا إلي بعبرة وتحمحم

لو كان يدري ما المحاورة اشتكى ... ولكان لو علم الكلام مكلمي

وفي كلمة زهير:

صحى القلب عن سلمى وأقصر باطله ... وعري أفراس الصبا ورواحله


(١) () زعم أبو الفرج أن البيت أصله «قالت سعيدة» وهي من عقائل قريس وغيره المغنون إلى «سكينة».

<<  <  ج: ص:  >  >>