للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا كأنه استراحة من الحوار الحاد العاطفة الذي مضى- مع ما فيه من الفكاهة.

ما كدت تعرف هذا الربع غيره ... مر السنين كما غيرن أجلادي

لقد علمت وما خبرت من أحد ... أن الهوى بنقا يبرين معتادي

وهذا كأنه يكفكف به دمعه.

وقال رحمه الله:

كيف العزاء ولم أجد مذ ينتمو ... قلبًا يقر ولا شرابًا ينقع

ولقد صدقتك في الهوى وكذبتني ... وخلبتني بمواعد لا تنفع

قد خفت عندكم الوشاة ولم يكن ... لينال عندي سرك المستودع

كانت إذا نظرت لعيد زينة ... هش الفؤاد وليس فيها مطمع

هذا من أجود ما قيل في تجميل النساء مظهرهن، تريد الحسناء بذلك إكمال بهاء شخصها، لا تريد تبرجًا وخفة إلى اللهو.

وقوله «نظرت لعيد زينة» - دليل على صحة ما ذكر من العفة والحصانة أي تنتظر أن تتزين للعيد وهو موسم والتزين له من الطيبات اللاتي لم تحرم.

بان الشباب حميدة أيامه ... ولو أن ذلك يشترى أو يرجع

رجف العظام من البلى وتقادمت ... سني وفي لمصلح مستمتع

وتقول بوزع قد دببت على العصا ... هلا هزئت بغيرنا يا بوزع

زعم ابن قتيبة إن جريرًا كان ينشد أحد الخلفاء -أو من بمجراه- هذه القصيدة وهو طرب لها حتى صار إلى هذا البيت فأفسد ذلك الطرب بهذا الاسم القبيح «بوزع».

ولا ريب أن ابن قتيبة كان يقول بهذا الذي قاله من وجه صواب. غير أنه لا يخفى أن جريرًا أراد به الفكاهة. وبوزع هذه، ظاهر إنها ليست المحبوبة ولكن امرأة

<<  <  ج: ص:  >  >>