البيت الأول من قول جرير:«إن العيون التي في طرفها حورٌ» وكان مروان يقدم جريرًا وهو القائل في تفضيله:
ذهب الفرزدق بالفخار وإنما ... حلو الكلام ومره لجرير
ويدخل في حلو الكلام غزله ونسيبه وقد أثبت مروان أسماء أكثر أصحاب الغزل وأدركته القاعدة التي وضعها الجاحظ من بعد أن الشعراء إذا سرقوا أخفوا وجحدوا فكتم اسم جرير ليخفى أخذه بيته الأول منه، أو كأنه اكتفى -هذا إذا حسنا به الظن وذلك في حق مثله واجب بأخذ البيت الأول منه للتنبيه على مكانه في الغزل.
أردين عروة والمرقش قبله ... كل أصيب وما أطاق ذهولا
ولقد تركن أبا ذؤيب هائما ... ولقد تبلن كثيرًا وجميلًا
أما عروة فهو ابن حزام بالزاي والذي في بيت امرئ القيس زعموا أنه بالذال المعجمة وقد مر القول في هذا وعروة القائل:
ألا ليت كل اثنين بينهما هوًى ... من الناس والأنعام يلتقيان
فيقضي حبيب من حبيب لبانة ... ويرعاهما ربي فلا يريان
وأبو ذؤيب هو صاحب المرثية وله خبر مع امرأة عشقها وكان يرسل إليها غلامًا من قومه ابن أخته يقال له خالد فاستغواها -وإلى شيء من هذا المعنى يشير أبو الطيب من طرف خفي في قوله: