والضماد من أنكحة أهل الشرك أبطله الإسلام. ونعود إلى أبيات مروان:
ولقد تركن أبا ذؤيب هائما ... ولقد تبلن كثيرًا وجميلا
وتركن لابن أبي ربيعة منطقا ... فيهن أصبح سائرًا محمولا
فجعل لهن عليه دولة وكأن قد قتلنه إلا أنه لم يصرح بذلك وتلمحه في قوله بعد:
ألا أكن ممن قتلن فإنني ... ممن تركن فؤاده مخبولًا
وحاكى بعضهم طريقة أبي حية في العيافة فصنع أيما تصنيع، من ذلك مثلًا:
فقلت لتربيها اتبعاها فإنني ... بها مستهام قالتا نتطلف
وقولا لها يا أم عمرو أليس ذا ... مني والمني من متعة ليس تخلف
تفاءلت من أن تبذلي طارف الهوى ... بأن بان لي منك البنان المطرف
أتعب الشاعر ذهنه ليحصل على هذا التجنيس، وسبب ظهور بنانها رميها الجمرات. وغزل الشعر المرتبط بموسم الحج قديم وأشهره شعر عمر وأضرابه. ولكنه عاد إليه من المحدثين جماعة- من أمثال هذا القري والكد فيه لا يخفى:
وفي عرفات ما يخبر أنني ... بعارفة من نيل وصلك أسعف
فابلغتا ما قلته فتبسمت ... وقالت أحاديث العيافة زخرف
إذا كنت ترجو مني الفوز بالمني ... فبالخيف من أعراضنا تتخوف
لما ذكر الشاعر مني يتفاءل أن في ذلك ما يشعر بقرب نيل المنى، ذكرت له أن منى فيها الخيف وهذا يشعر بالخوف والخيف بفتح فسكون هو جانب سفح الجبل وخيف منى به مسجد الخيف.
وقد أنذر الإحرام أن وصالنا ... حرام وأنا من وصالك نصرف
قائل هذه الأبيات من القضاة ذكره صاحب شرح المقصورة.