للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا مقيدًا نحو: "فركب فلعب فطرب" - هذا على سبيل التمثيل - ولا بد لقوا فيه أن تكون من المتواتر. ومثال وزنه من الكلمات:

متقدم متقادم تررم ... متقدم متقادم ترم

متناول متداول فعلن ... متطاول متعاظم عظم

ومثاله من الشعر قول الأحوص (١):

قالت وقلت تحرجي وصلي ... حبل امرئ كلف بكم صب

واصل إذن بعلي فقلت لها ... الغدر شيء ليس من ضربي

ثنتان لا أدنو بقربهما ... عرس الخليل وجارة الجنب

أما الخليل فلست فاجعه ... والجار أوصاني به ربي

عوجوا كذا نذكر لغانية ... بعض الحديث مطيكم صحبي

ومثال آخر منه قول ابن أبي ربيعة (٢):

علق النوار فؤاده جهلا ... وصبا فلم تترك له عقلا

وتعرضت لي في المسير فما ... أمسي الفؤاد يرى لها مثلا

ما نعجة من وحش ذي بقر ... تغذو بسقط صريمة طفلا

بألذ منها إذ تقول لنا ... وأردت كشف قناعها: مهلا

دعنا فإنك لا مكارمة ... تجزي ولست بواصل حبلا

وعليك من تبل الفؤاد وإن ... أمسى لقلبك ذكره شغلا (٣)


(١) الأغاني ٤ - ٢٦٤.
(٢) الأغاني ١ - ١٥٩ - الصريمة: الرمل ينتهي إلى الشجر لعل سقط صريمه اسم موضع بعينه.
(٣) قال المحشي على أغاني الدار ١ - ١٥٩ - ٦ - "كذا في الأصول والديوان ولا يستقيم لها معنى، ولعلها ومن أ. هـ" قلت: جاءه الإشكال من ضبطه "وعليك من تبل" بالبناء للمعلوم. والمعنى يستقيم يجعلها للمجهول ونصب الفؤاد على التمييز مثل "طبت النفس"، و"إن" معناها واضح وهي للنفي على لغة أهل الحجاز كقول الآخر
إن هو مستوليا على أحد
والمعنى لا يستقيم بجعلك "تبل" للمعلوم. وإنما تريد الفتاة أن تقول لابن أبي ربيعة: اتركنا فإنك خائن، لا تواصل من يحبك، فإن كنت لست كذلك فواصل من النساء من تبلت فؤادها، ولا يكاد ذكرها -لغدرك وخيانتك- يخطر على قلبك" -ويرجح هذا المعنى قوله "فدعى العتاب" إذ قد فطن أنها إنما أرادت نفسها.

<<  <  ج: ص:  >  >>