للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأجبتها إن المحب مكلف ... فدعي العتاب وأحدثي بذلا

ولعلك تكون لاحظت أن البيت الأخير صدره من الوزن الكامل التام هكذا: "متفاعلن مستفعلن متفاعلن". وهذا ضرب من التنويع يحدثه الشعراء كثيرًا في وزن الكامل المضمر. وقد وهم العروضيون فعدوا مثل وزن البيت "فأجبتها .. " شيئًا قائمًا بذاته وعدوه أول أنواع الكامل المجزوء، واستشهدوا عليه بقول الآخر (١):

لمن الديار برامتين فعاقل ... درست وغير آيها القطر

وليس الأمر كذلك إذ لم ترد من هذا الوزن، في الذي بأيدينا من الأصول، قطعة واحدة كاملة، فضلا عن قصيدة - اللهم إلا القطع التي صنعها ابن عبد ربه بغرض التمثيل، ومثل هذه لا يعتد بها (٢). ومما يؤيد قولنا أنه إنما يأتي به الشعراء للتنويع والتغيير ليس إلا، أنك لا تجد منه إلا الأبيات المفردات من ضمن قصائد الكامل المضمر وقطعه كالبيت الأخير من قطعة ابن أبي ربيعة هذه. وكقوله الحديث من قصيدة أخرى (٣):

ولقد عصيت ذوي القرابة فيكم ... طرا وأهل الود والصهر

حتى لقد قالوا وما كذبوا ... أجننت أم بك داخل السحر


(١) العقد الفريد ٤ - ٦٤.
(٢) نفسه ٤ - ٦٤. على أن القائل لن يعترض بأن هذا وزن وهم العروضي تتبع الأوزان ودرسها وتصنيفها ولعل هذا الوجه هو الصواب والله أعلم.
(٣) الأغاني ١ - ١٩٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>