للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكقول المسيب بن علس:

ولقد رأيت الفاعلين وفعلهم ... فلذي الرقيبة مالك فضل (١)

كفاه مخلفة ومتلفة ... وعطاؤه متدفق جزل

وبحر الكامل، الأحذ والمضمر، من أوزان اللين والترقيق، وبحسبك أنه أول وزن صيغ فيه الغناء المتقن بالحجاز. فيما روي صاحب الأغاني، قال (٢): "قال ابن الكلبي وأبو غسان وغيرهما: ... كان عبد الله بن عامر اشترى إماء صناجات وأتى بهن المدينة. فكان لهن يوم في الجمعة يلعبن فيه. وسمع الناس منهن فأخذوا عنهن. ثم قدم فارسي يسمى بنشيط، فغني فأعجب عبد الله بن جعفر به. فقال له سائب خاثر: أنا أصنع لك مثل غناء هذا الفارسي بالعربية. ثم غدا على عبد الله بن جعفر وقد صنع":

لمن الديار رسومها قفر

قال ابن الكلبي: وهو أول صوت غني به في الإسلام من الغناء العربي المتقن الصنعة. أهـ" -قلت- على تقدير التسليم بصحة هذا الخبر، وليس هنا ما يدعو إلى التشكك فيه -ليس اختيار سائب خاثر للأبيات (٣):

لمن الديار رسومها قفر ... لعبت بها الأرواح والقطر

وخلابها من بعد ساكنها ... حجج مضين ثمان أو عشر

والزعفران على ترائبها ... شرق به اللبات والنحر


(١) ديوان الأعشى (جابر) ٣٥٧ - ١٦ - ٧ - ٨.
(٢) الأغاني ٨ - ٣٢١.
(٣) نفسه ٨ - ٣٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>