للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قليل نعاس العين إلا غيابة ... تمر بعيني صائم القلب جائع

ألم وقد كاد الظلام تقضيا ... يشرد فراط النجوم الطوالع

وإذا انقضى الظلام شرد فراط النجوم وغيرها.

إذا فات شيء سمعه دل أنفه ... وإن فات عينيه رأى بالمسامع

تظالع حتى حك بالأرض زوره ... وراغ وقد روغته غير ظالع

فقد صار الذئب ههنا كأسد أبي الطيب الذي جمع نفسه في زوره ودق بالصدر الحجار.

ثم زاد -أو كأنه زاد- على البحتري بوصف افتراس الذئب للشاة، وأخذ ذلك من فريسة أسد أبي الطيب.

ألقى فريسته وبربر دونها ... وقربت قربًا خاله تطفيلا

فجمع بين الشنفري والفرزدق وأبي الطيب، كل هذا لينبذ البحتري كما ترى ولم يخل من نظر إلى قول حميد بن ثور:

ينام بإحدى مقليته ويتقي ... بأخرى الرزايا فهو يقظان هاجع

وعين حميد تدل على أن الرضي نظر إليها ثم جعل الروي مخفوضًا -وليس الخفض من الضم بجد بعيد إذ هما يلتقيان في الإقواء. ولنجعل هذا خاتمة الحديث عن النسيب. وهو قد أفضى إلى الوصف، فلنشرع في الحديث عن ذلك والله المستعان.

الوصف:

الوصف أربعة أصناف، صريح وضمني ومقصود إليه بدءًا ومستطرد إليه أثناء الكلام، وهذه الأصناف الأربعة كثيرًا ما تتداخل. قول امرئ القيس:

أصاح ترى برقًا أريك وميضه ... كلمع اليدين في حبي مكلل

<<  <  ج: ص:  >  >>