للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الضخم كمنبر وزنا. ثم وصف كيف صعد العاسل إلى حيث كانت الخلية في ذؤابة الجبل التي عليها النسور:

صب اللهيف لها السبوب بطغية ... تنبي العقاب كما يلط المجنب

وكأنه حين استقل بريدها ... من دوم وقبتها لقًا بتذبذب

إذ قد صعد بحبال وهي السبوب إلى حيث مكان الخلية وهو الطغية أي الشمراخ من الجبل والمجنب الدرقة:

فقضى مشارته وحط كأنه ... خلق لم ينشب بها يتسبب

فأزال ناصحها بأبيض مفرطٍ ... من ماء ألهابٍ عليه التألب

ألهاب جمع لهب بكسر اللام وسكون الهاء. الناصح العسل الخالص. التألب ضرب من الشجر ثم جعل مزاجًا لذلك صهباء من الخمر. يتسبب يصعد بالحبال وهي الأسباب.

ولعلك أيها القارئ الكريم فطنت إلى أن العسل ههنا هو الأصل، والخمر والماء كل ذلك مزاج، وعند الشعراء عادة أن الخمر هي الأصل والماء والعسل والثلج كل ذلك مزاج.

وأوصاف الخمر كما تذكر بمعرض صفة ثغور الحسان تذكر أيضًا في نهايات القصائد على وجه الفخر أو التأمل والاعتبار بتذكر الماضي. فعل ذلك لبيد في المعلقة حيث قال:

بادرت حاجتها الدجاج بسحرةٍ ... لأعل منها حين هب نيامها

الأبيات. وفعل ذلك علقمة في أخريات الميمية عند قوله:

قد أشهد الشرب فيهم مزهر رنمٌ ... والقوم تصرعهم صهباء خرطوم

<<  <  ج: ص:  >  >>