قد يرد ذكر الخمر في مقدمات القصائد وهو ما صنعه عمرو بن مكتوم في معلقته.
وأكثر الاستطراد بالوصف أداته التشبيه الطويل- وقد يطول حتى يحتاج الشاعر إلى تكرار أداة التشبيه أو إلى ضرب من ذلك، مثلًا قول ساعدة بن جؤية بعد الذي سبق من قوله:«كأن رضابه ... أرى الجوارس ... البيتان».
فكأن فاها حين صفي طعمه ... والله أو أشهى إلي وأطيب
وكقول لبيد:
فبتلك إذ رقص اللوامع بالضحى ... واجتاب أردية السراب إكامها
أقضى اللبانة ... إلخ.
ولا يخفى أن تكرار أداة التشبيه أو تكرار التشبيه بعد الوصف، إن هو إلا حيلة للإشعار بنهايته وللانصراف عن الاستطراد إلى عمود مسير القصيدة أو إلى استطراد آخر. وقد مرت بك أيها القارئ الكريم في الجزء الأول من كتابنا هذا أبيات المسيب بن علس التي وصف فيها اللؤلؤة وغواصها ثم قال:
فبتلك شبه المالكية إذ ... خرجت ببهجتها من الخدر
ولا يخفى أن هذه خاتمة خطابية النغمة، لولا أن الوصف قبلها جيد متخير لكانت جوفاء.
ومن جياد التشبيهات الطويلة وصف القوس في زائية الشماخ وقد استطرد به عن استطراد، إذا كان بمعرض وصف الحمر الوحشية ثم قال:
وحلأها دون الشريعة عامرٌ ... أخو الخضر يرمي حيث تكوى النواحز
قالوا ولعامر هذا صحبةٌ رضي الله عنه وكان راميًّا، ذكره السمعاني في