الأنساب وله خبر متصل بأخبار ردة طليحة ورووا له حديثًا. وما أشبه أن يكون الشماخ عني بإيراد اسم عامر مجرد الدلالة على رامٍ من حذاق الرماة- كما قال امرؤ القيس:
تصد وتبدي عن أسيل وتتقي ... بناظرةٍ من وحش وجرة مطفل
فذكر وجرة هنا يدل على مكن الظبية في أنها ظبية وفي أنها وحشية لا على استبعاد سوى ظباء وجرة من الظباء.
ثم أخذ يصف القوس من حين نمت:
تخيرها القواس من فرع ضالةٍ ... لها شذبٌ من دونه وحزائز
نمت في مكان كنها فاستوت به ... وما دونها من غيلها متلاحز
فأنحى عليها ذات حد غرابها ... عدو لأطراف العضاه معارز
يعني الفأس وغراب الفأس حدها.
فما زال ينجو كل رطبٍ ويابس ... وينغل حتى نالها وهو بارز
ثم بعد انغلاله وقطعه الغصن وصف تعتيقه للقوس:
فمظعها عامين ماء لحائها ... وينظر فيها أيها هو غامز
أي ترك عليها لحاءها لتشرب ماءها ولم يفتأ ينظر إليها من حين إلى حين ويتعهدها بالإصلاح والعناية، حتى إذا صارت قوسًا ورمى بها ورضي عنها وافى الموسم ليتكسب ببيعها وعزيز عليه لما كان من عنايته بها أن يفارقها:
فلما شراها فاضت العين عبرةً ... وفي الصدر حزاز من الوجد حامز
هذا، على أنه ليس بتشبيه مشعرٌ بالنهاية وفيه النفس الخطابي.