واستيعاب أمثلة من جميع أصناف الوصف المستطرد إليه بالتشبيه الطويل ونحوه أو المعمود إليه بذاته لا يستطاع في هذا الموضع من كتابنا غير أننا سنورد إن شاء الله أمثلة مما نأمل أن تتم به الفائدة.
هذا وصفات الخيل والإبل أبواب قائمات بذاتها. وما شيء من أطوار نماء هذين الصنفين الكريمين إلا قد ذكرته العرب ولهن أنساب معروفات وللعلماء فيهن كتب، فأغنى ذلك عن أن يطول منا حديث فيهما ههنا. وكما كان العرب يحسنون تربية الإبل كذلك كانوا يحسنون تربية الخيل. وجياد خيل العالم الآن أصولهن عربية. وبعض جياد خيل العرب أصولهن من خيل الجن فيما زعموا. وقال سلامة بن جندل من شعراء المفضليات.
والعاديات أسابي الدماء بها ... كأن أعناقها أنصاب ترحيب
احتج ليال فرد بهذا البيت على زعم من زعم أن سلامة كان نصرانيًّا. وأحسبه أصاب إذ يستبعد أن يظهر نصراني روح إعجاب بعمل مشركي العرب، إذ في أصل النصرانية كثير من معادن كبرياء الروم. وما ذكر الأخطل الحج في شعره إلا نفاقًا أو عزم عليه عبد الملك أن ذكر ذلك.
من كل حتٍ إذا ما ابتل ملبده ... صافي الأديم أسيل الخد يعبوب
حت: سريع، يعبوب أي طويل حسن.
ليس بأسفى ولا أقنى ولا سغلٍ ... يعطى دواء قفي السكن مربوب
أسفى قليل شعر الناصية وهو عيب في الخيل ممدوح في البغال لحمارية أصلها، أقنى أي في أنفه أحديداب وهو عيب في الخيل. سغل بفتح فكسر أي مضطرب الأعضاء هكذا ذكر ابن الأنباري ولعله للكلمة معنى محدد معين نسيه الناس أو جهلوه