فجاء هذا التعميم الغامض من الشراح. الدواء الذي يطعمه الفرس على وجه التربية كأنه دواء له في أحوال إعداده وتضميره. السكن بسكون الكاف الحي من الناس والقفى بوزن فعيل هو الذي يؤثر أي هذا الفرس هو محبوب الحي المقدم على كل أحد سواه فيعطي أجود طعام الحي من محض اللبن ورائبه قال عنترة:
كذب العتيق وماء شنٍ باردٍ ... إن كنت سائلتي غبوقًا فاذهبي
أي أنت أطعمك التمر العتيق والماء أما الغبوق فللفرس. تقول كذب كذا أي عليك بكذا في هذا الموضع.
في كل قائمة منه إذا اندفعت منه أساوٍ كفرغ الدلو أثعوب
أساوٍ وأسابٍ وأساهٍ كلها بمعنى الدفعات جمع دفعة بضم الدال. أثعوب أي سائل والمعنى كفرغ أثعوب والفرغ ما بين عراقي الدلو لأن الدلو وهو من الجلد فيه خشبتان معترضتان هما العرقوتان. والوجه الظاهر أن يقال «الأثعوب» أو ترفع «أثعوب» فيكون إقواء. هذا هو الظاهر ولكن الرواية بالخفض وعليها المعول وتأويل ذلك أي كفرع الدلو فرغ -بالخفض- أثوب أو دلو أثعوب إذ المراد التنكير لا التعريف.
كأنه يرفئيٌّ نام عن غنمٍ ... مستنفرٍ في سواد الليل مذؤوب
وهذا تشبيه منتزع من ظروف الحياة فيه تسجيل انطباعه من تجارب ومستنفر لك فيه الرفع وترفع المذؤوب فيقع الإقواء وجاءت به الرواية والإقواء كان عندهم في الزمن الأول غير جد معيب على أن هذا البيت يروى على خفض المستنفر والمذوب وعليه فلا إقواء.
يرقى الدسيع إلى هادٍ له بتعٍ ... في جؤجؤٍ كمداك الطيب مخضوب