الدسيع مغرز العنق في الكاهل والهادي هو العنق وبتع بفتح الكسر أي طويل وهو ممدوح في الخيل والعراب الجياد إذا وردت الماء لم تثن حوافرها لطول أعناقها.
تظاهر الني فيه فهو محتفلٌ ... يعطى أساهي من جري وتقريب
الني بفتح النون الشحم وتظاهره فيه قبل أن يراض للجري والضمر فإذا تم له ذلك:
يحاضر الجون مخضرًا جحافلها ... ويسبق الألف عفوًّا غير مضروب
أي يحاضر حمر الوحش التي قد رتعت واخضرت جحافلها أي أفواهها وهن من أقوى الحيوان على السير وقوله غير مضروب معنى أفاده من قصة أم جندب إذ فضلت علقمة على امرئ القيس حيث قال في فرسه:«فأدركهن ثانيًّا من عنانه» ولم يضربه وضرب امرؤ القيس فرسه. وبائية امرئ القيس من جيد الشعر إلا أن حكم أم جندب صدقت فيه إذ كانت المباراة في نعت الفرس (١). وقد ذكر الرواة أنها قالت له إنك سريع الإراقة بطيء الإفاقة وزعموا أن امرأ القيس كان مفركًا من النساء وكأنهم بذلك يجنحون إلى قبول اتهامه لها أنها صبت إلى علقمة. ومن شاء اعتذر لها، إن صحت الرواية بقولها ما قالته، بأنها أجابته لما اتهمها. وكان من عادة العرب إذا سب أحدهم بشيء لم ينفه ولكن تجاوزه إلى مهاجمة من سبه بحجة قوية يقيمها على تظاهره بقبول ما لم ينفه. وكانوا أكثر ما يصنعون هذا في باب الأنساب. إذا سب امرؤ فنسب إلى قوم، أثبت النسب الذي ادعى له وافتخر به على وجه لا يخلو من سخرية. وسنذكر أمثلة من ذلك إن شاء الله في موضعه.
ووصف الإبل كثير وقل باب أو غرض من أغراض الشعر لا يجيء فيه على
(١) () احتج من انتصر لصفة امرئ القيس فرسه إنه التزم مذهب الصدق إذ الخيل تحرك لها السياط فتشتد عدوًا، وصاحب هذه المقالة كأنه يزعم أن أم جندب جارت في حكمها.