أنه مما يكون وسيلة إلى الأوصاف- إذ يشبهون المطية بالنعامة وبالبقرة الوحشية والثور الوحشية والحمار الوحشي. ووصف مظاهر البيئة والطبيعة قوي الصلة بذلك. على أن أكثر ما يصاحب صفة سير الإبل نعت الصحراء ليلها ونهارها. ويقع نعت الرياض والخضرة مع ذكر الأطلال والظعائن والدموع.
ووصف الإبل في غير السير أكثر ما يقصد به إلى معنى المال والمرعى والخصب كالذي في آخر ميمية علقمة. وكقول عنترة:
ما راعني إلا حمولة أهلها ... وسط الديار تسف حب الخمخم
فيها اثنتان وأربعون حلوبة ... سودًا كخافية الغراب الأسحم
فهذه إبل كانت في المرعى، راع عنترة أنه احتمل بها، فدله ذلك على ما صار حتمًا من فراق الأحباب.