للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذه صورة واضحة للصقر. ولا ريب أن ذا الرمة رأى الصقر ونعته هنا عن رؤية واعية، على أنه لم يخل من أخذ من زهير حيث قال:

فزل عنها وأوفى رأس مرقبةٍ ... كمنصب العتر دمي رأسه النسك

وهذا من أبيات رائعة شبه فيها زهير نجاء فرسه بنجاء الحمامة من الصقر- وهي في الكافية:

بان الخليط ولم يأووا لمن تركوا ... وزودوك اشتياقًا آيةً سلكوا

وقال غيلان:

وماء قديم العهد بالإنس آجنٍ ... كأن الدبا ماء الغضى فيه تبصق

وهذه صورة منتزعة من الملاحظة وصغار الجراد من أقتل شيء للنبات

وردت اعتسافًا والثريا كأنها ... على قمة الرأس ابن ماءٍ محلق

وابن ماء أي طائر مائي وأحسب هذا البيت من شواهد أهل اللغة والنحويين ويذكرون معه قول الآخر.

ولا الحجاج عيني بنت ماءٍ ... تقلب طرفها حذر الصقور

وهذا عجب إذ كان الحجاج صقرًا على حين سائر الناس بنات ماء.

يرف على آثارها دبرانها ... فلا هي مسبوق ولا هو يلحق

والعرب تزعم أن الدبران هوى الثريا وساق لها مهرًا من نجوم.

بعشرين من صغرى النجوم كأنها ... وإياه في الخضراء لو كان ينطق

قلاصٌ حداها راكبٌ متعممٌ ... هجائن قد كادت عليه تفرق

هذا من قول ذي الرمة تثبيت للزعم الذي كانت تزعمه العرب من هوى

<<  <  ج: ص:  >  >>