للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدبران الثريا وطلبه نكاحها. إن كان ينطق أي لو كان إنسانًا لكانت هذه النجوم بمنزلة القلاص التي تساق مهرًا للكريمة من النساء، ولكان هو الراكب المتعمم المنخرط بها في وسط النهار. يدل على النهار اعتمامه. وعندي أن أبا العلاء قد تبع ذا الرمة في الافتنان الذي افتتنه في نونينه:

عللاني فإن بيض الأماني ... فنيت والظلام ليس بفاني

حيث زعم أن الهلال يهوي الثريا وساق خبر سهيل وأختيه الشعريين العبور والغميصاء.

قرانًا وأشتاتًا أخب يسوقها ... إلى الماء من جوز التنوفة مطلق

أي سائر إلى الماء سائقٌ إبله إليه.

وقد هتك الصبح الجلي كفاءه ... ولكنه جون السراة مروق

ههنا عود إلى صورة الفرس التي مرت من قبل في قوله «جل وخندق» - والكفاء بكسر الكاف ستر عند مؤخر البيت. وهنا أيضًا عودة إلى قوله «بينها كل ليلة وبين الدجى حتى أراها تمزق» فجعل الكفاء الذي في المؤخر مشقوقًا وجعل الرواق وهو الستر الذي في مقدم البيت سالمًا- فهذا كما ترى تصوير للفجر الكاذب الذي يقال له ذنب السرحان.

فأدلى غلامي دلوه يبتغي بها ... سقاط الصدى والليل أدهم أبلق

فجاءت بنسج العنكبوت كأنه ... على عصويها سابريٌّ مشبرق

وهذه الخاتمة من قافية غيلان شديدة الشبه بما ختم به ابن أبي ربيعة رائيته ونعود إلى ما كنا وعدناك أيها القارئ الكريم من إيراد أمثلة من الوصف وتشبيهاته مما عسى ان تتم به الفائدة في هذا الباب.

<<  <  ج: ص:  >  >>