من ذلك قول ساعدة بن جؤية الهذلي في العسل:
وما ضربٌ بيضاء يسقي دبوبها ... دفاق وعروان الكراث فضيمها
الضرب العسل الصلب الشديد الأبيض. الكراث نبت. دفاق وعرزان وضيم أودية.
أتيج لها شثن البنان مكزم ... أخو حزن قد وقرته كلومها
أي هذا العاسل متعود على السير في الحزن بضم ففتح أي الأماكن الغليظة من الأرض جمع حزنة بضم فسكون.
قليل تلاد المال إلا مسائبا ... وأخراصه يعدو بها ويقيمها
أي هذا ماله، المسائب جمع مسأب بكسر الميم وهو السقاء والأخراص عني بها القصب الذي يتناول به من بعيد.
رأى عارضًا يهوي إلى مشمخرة ... قد أحجم عنها كل شيءٍ يرومها
العارض ههنا جماعة النحل، جعلها عارضًا لشبهها بالعارض من السحاب والريح وقد أحجم فيه نقل حركة الهمزة إلى دال قد.
فما برح الأسباب حتى وضعنه ... لدى الثول ينفي جثها ويؤومها
أي ما زالت حباله يصعد بها حتى وضعته لدى الثول أي جماعة النحل.
ينفي جثها أي الرديء مما حوله ويؤومها يدخن عليها ليطردها والإيام بكسرة الهمزة الدخان هكذا في شرح السكري.
ثم بعد أن علمنا أن العاسل قد أصاب منيته بذكر الشاعر على سبيل التتمة والحيلة الفنية أنه مزج ذلك العسل بنطفة ماءٍ صاف مما نشأ من صوب السحاب ثم
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute