للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال أبو ذؤيب الهذلي يصف الخمر والثغر والعسل:

فأقسم ما إن بالة لطميةٌ ... يفوح بباب الفارسيين بابها

البالة الوعاء وتستعمل الآن استعمالًا عامًّا فنقول بالة القطن مثلًا ولطمية منسوبة إلى اللطيمة وهي قافلة الطب تجارتها والفارسيون تجار المشرق من العراق وما إليه هكذا ذكر الشراح ويكون هذا بعكاظ أو مكة لأن الشاعر من هذيل وهم بدو مكة، وبابها قالوا فم وعائها أو باب حانوتها. وهذا تشبيه طويل مصدر بما كما ترى وقد سبق التنبيه على أن أبا الطيب عدها من أدوات التشبيه.

ولا الراح راح الشام جاءت سبيئة ... لها غاية تهدى الكرام عقابها

عقابها أي رأيتها التي يرفعها التجار وذلك قول لبيد «وراية تاجر وافيت إذ رفعت وعز مدامها» البيت.

عقارٌ كماء النيء ليست بخطمةٍ ... ولا خلة يكوي الشروب شهابها

شهابها أي لذعها، وجعلها كماء النيء وهو اللحم الطازج لصفائها. وقوله شهابها من جيد الوصف إذ جعل لذع الخمر كضوء الشهاب في البريق والسرعة. النيء بكسر النون اللحم وبفتح النون وياء مشددة الشحم.

توصل بالركبان حينًا وتؤلف الـ ... جوار ويغشيها الأمان ربابها

أي تجارها يصحبون الركبان ركبًا بعد ركب يتوصلون بهم ليأمنوا بصحبتهم حتى يصلوا وتؤلف الجوار أي يجمع لها تجارها جوارًا إلى جوار ليضمنوا سلامة وصولها فكانت المجاورة كالتأمين عندنا الآن وفسر تؤلف الجوار بأن الجوار يصلح عليها لما تحدثه من المودة والأنس بين شاربيها وهو وجه وليس بقوي حقًّا وربابها بكسر

<<  <  ج: ص:  >  >>