للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقد نكب عنها لطية وودعها إذ لم تضيفه وزجرته ألا يذعر ركائبها- وكمثل صنيعه صنع ابن خفاجة إذ أبكاه، وفقد عنده أو عند مثله خليله عبد الجليل، فودعه ليقيم الجبل مكانه ويذهب هو لطيته.

والراجح عندي أن ابن خفاجة قال هذا على التذكر. وذكر صاحب القلائد أنه كان صاحب فتك ثم نسك بعد الستين وسماه في ترجمته له الفقيه أبا إسحق بن خفاجة- فهل عني شيئًا من نفسه أو حال نفسه إذ قال:

وقال الأكم كنت ملجأ فانك ... وموطن أواه تبتل تائب

أو يكون الفاتك هو الفارس الذي سلبه وقتل صاحبه ويكون هو المتبتل التائب:

هذا وإذ مقال حميد القطامي كليهما أداراه على صفة شمطاء النساء وهجائها -وإن كانا كما رجحنا إنما أرادا هجاء القبائل من يمن قيس- فمما يحسن أن يشار إليه ههنا حائية جران العود التي ذكر فيها صاحبتيه فقال:

هما الغول والسعلاة حلقي منهما ... مخدش ما بين التراقي مجرح

وأولها:

ألا لا يغرن امرأ نوفلية ... على الرأس تبدو والترائب وضح

والنوفلية فيما ذكره صاحب التهذيب (طبع القاهرة- ج ١٥ ص ٣٥٧) شيء تتخذه نساء الأعراب من صوف يكون في غلظ الساعد ثم يحشي ويعطف فتضعه المرأة على رأسها ثم تختمر عليه ومنه قول جران العود:

ألا لا تغرن امرأ نوفلية ... على الرأس بعدي والترائب وضح

ولا فاحم يسقى الدهان كأنه ... أساود يزهاها مع الليل أبطح

<<  <  ج: ص:  >  >>