ترك الأحبة أن يقاتل دونهم ... ونجا برأس طمرة ولجام
وكقول النجاشي الحارثي:
ونجي أبن حرب سابح ذو علالة ... أجش هزيم والرماح دواني
والبيت الذي يدلنا على أن الريح نفخت في قلوع الرومي فأسرع هربا قوله:
مضى وهو مولى الريح يشكر فضلها ... عليه ومن يول الصنيعة يشكر
إذا الموج لم يبلغه إدراك عينه ... ثني في انحدار الموج لحظة أخزر
وهذا ينبئ عن تجربة من البحتري بسفر البحر، أي البحر هائج الأمواج والسفينة مندفعة فإذا لم يبلغ نظره نهاية ارتفاع الموج في تصعيده إليه نظر بطرف عينه إلى انحداره حين ينحدر- وضبط الديوان بضم ياء يبلغه ونصب كاف إدراك والمعنى لا يستقيم عليه والوجه جعل الفعل ثلاثياً مفتوح ياء المضارعة والكاف مرفوعة لأن "إدراك عينه" هي فاعل البلوغ ولك أن تجعل «يبلغه» رباعياً بضم الياء على أن تجعل الإدراك فاعلاً أي لم يبلغه إياه - وإياه تعود على الموج.
تعلق بالأرض الكبيرة بعدما ... تقنصه جرى الردى المتمطر.