وما في مباحات الحديث لنا هوى ... ولكن هوانا المنفسات العقائل
ألا حبذا أيام يحتل أهلنا ... بذات الغضى والحي في الدار آهل
وما أشبه أن يكون أبو تمام اعتمد رنة هذا الايقاع وجاراه في كلمته التي مدح بها ابن الزيات ونعت القلم وهي التي أولها:
متى أنت عن ذهلية الحي ذاهل ... وقلبك منها مدة الدهر أهل
ومن جيد مدحه الحجاج فيها قوله، وكان موضع ذكره حين نصير إلى بعض الحديث عن المدح ولكن مناسبته هنا أقوى:
ولولا أمير المؤمنين وأنه ... إمام وعدل للبرية فاصل
وبسط يد الحجاج بالسيف لم يكن ... سبيل جهاد واستبيح الحلائل
دعوا الجبن يأهل العراق فإنه ... يباع ويشري سبي من لا يقاتل
لقد جرد الحجاج بالحق سيفه ... لكم فاستقيموا لا يميلن مائل
فما يستوي داعي الضلالة والهدى ... ولا حجة الخصمين حق وباطل
وأصبح كالبازي يقلب طرفه ... على مربأ والطير منه دواخل
ما أخبر الشعراء بوجوه القول، فقد جعل جرير تقليب الحجاج عينيه كتقليب الصقر عينيه اذ أشرف من فوق مرقبة له عالية يترقب أن ينقض على فريسة، وهجا شاعر آخر الحجاج فجعل تقليبه عينيه كفعل الطائر المائي الخائف المترقب أن ينقض صقر كأسر- وهو قوله وقد مر قبل: