فزعم أنه حكى حال النبالة حاملي وفاضهم في آباطهم «حتى كأن سامع قوله يراها» ثم جاء ببيت لأبي ذؤيب من الجيمية التي مرت أبياتها منها ذكرناها.
لكل مسيل من تهامة بعدما ... تقطع أقران السحاب عجيج
وبيت آخر في صفة الحرب للهذليين:
كغماغم الثيران بينهم ... ضربٌ تغمض دونه الحدق
ثم ببيتين في الفخر ضمنا وصف النجوم من قول معاوية بن خليل النصري:
فنحن الثريا وعيوقها ... ونحن السما كان والمرزم
وأنتم كواكب مجهولة ... ترى في السماء ولا تعلم
وليس أمر الوصف في هذين البيتين بينًا وإنما ذكر أسماء نجوم مشهورة ونعت غيرها الكثيرات بأنها لا تعلم كأنه يتنقص بذلك خصمه، وما أحسبه أصاب حقيقة التنقص إذ جعل هؤلاء الخصم نجومًا عالية المكان في السماء.
وختم قدامة فصله بعد ثمانية أبيات استشهد بها بعد ما قدمنا ذكره من شواهده ما أرى أنه يستحق أن يستجاد منها غير قول عبد الرحمن القس في غناء سلامة:
إذا ما عج مزهرها إليها ... وعاجت نحوه أذن كرام
فأصغوا نحوها الأسماع حتى ... كأنهم وما ناموا نيام
ببيتين لذي الرمة في مية:
ترى الخود يكرهن الرياح إذا جرت ... ومي بها لولا التحرج تفرح
إذا ضربتها الريح في المرط أشرفت ... روادفها وانضم منها الموشح