للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تظل تموج في ريشها الضوء المتنوع

هكذا كانت تلك الجنة من بهجة

إذ كان آدم يهيم فيها بلا زوجة

وبعد هذا المكان الحلو الصاف

ماذا يراد أن يلفى من إسعاف

كلف فوق وسعه ابن آدم الضعيف

أن يكون وحده هنالك يطيف

وإذن لأصاب جنتين في جنة

لو قد بقي في الفردوس بلاكنة

ثم ما أبدع ما خط البستاني الماهر

هذه المزولة الجديدة من عشب وأزاهر

حيث من فوقها الشمس معتدلة المزاج

تجري في فلك عطر الأبراج

والنحلة المجتهدة إذ هي تعمل

تحسب مدات وقتها تمامًا كما نحن نفعل

هل ما هو هكذا عطر ونقيٌّ من الساعات

يستطاع حسابه إلا بالعشب الزاكي والزهرات؟

حديثه عن دافني وأبولو يشير به إلى الأسطورة اليونانية القديمة التي تزعم أن أبولو -وهو من ألهتهم- قد شغفته دافني، وكانت بارعة الجمال، حبًا فعدا يطلبها وولت منه هربًا، حتى إذ اأدركها أو كاد ما أنجاها منه إلا أن تحولت شجرة غار. فصارت أحب النبات إليه فيما ذكروا. وأما بان فكان في ما زعموا إله المرعى وكانوا يصورونه بساقي تيس ولحيته وقرنيه، فأعجبته سرنجة فعدا يطلبها فاختفت

<<  <  ج: ص:  >  >>