معها الحران والغربة التي لا ريب يخالطها شعور من الحزن في قوله «ولكن الفتى العربي فيها- البيت».
أول وصف مارفيل للحديقة عبر فيه تعبيرا مباشرًا عن التعجب والإعجاب:
ما أعجب هذه الحياة التي أحياها
ليكن هذا توارد خاطر مع الخاطرين اللذين تقدما فصارت ثلاثة خواطر -ثم الحران الذي خافه أبو الطيب، أليس هذا يشبه عثور مارفيل بالبطيخ وسقوطه على الحشيش بسبب الشرك الذي نصبته له الأزهار- ثم هذا الشرك الذي نصبته الأزهار أليس يشبه قول أبي الطيب:«طبت فرساننا والخيل إلخ» - أبو الطيب لقوة شعوره بسحر الشعب نسب مثله إلى من كانوا معه ولو قال طبتني وطبت حصاني لكان التعبير أضعفن إذ قوله «فرساننا» فيه دلالة على أن طبيعتهم الصرامة ومع ذلك طباهم شرك سحر الشعب وازدهاهم، ومراد أبي الطيب نفسه؛ لأنه أول انطباعة انطبعها الشعب في نفسه أنه جميل جدًّا بمنزلة الربيع من الزمان ولكنه من أجل شذوذه عن الذين معه غريب وجهًا ويدًا ولسانًا فهذا أشد لحزمه وصرامة نفسه، مع هذا طباه الشعب بشرك سحره فلها عن هذه الصرامة بجمان الأغصان ودنانير الضوء وأشربة الفواكه التي تشير بها إليه.
هنا خاطران آخران متفقان، مع ما يغشى ذلك من غشاوات الخفاء- شرك جمال طبيعة الخضرة والنبات والرياض ومعنى العثور والحران والسقوط- فهذه خمسة خواطر.
ثم يقول أبو الطيب:
غدونا تنفض الأغصان فيها ... على أعرافها مثل الجمان
والجمان من معانيه اللؤلؤ تصنع من الفضة. ليس في حديقة