مارفيل حصان ومعرفة حصان، ولكن فيه طائر ينفض جناحه الفضي في الأغصان، وهو الروح التي شبها الشاعر بطائر في القسم السابع.
وهناك مثل الطائر تجلس وتصفر
وتمسح أجنحتها الفضية وتنقر
وإنما يكون جناح الطائر فضيًّا بسبب ما تنفضه الأغصان عليه من القطرات التي يلمع عليها الضوء- فهنا خاطر متفق، ولعلك أيها القارئ الكريم لحرصك على قطع كل سبب للشك أن تقول إننا لم نصب حقيقة هذا الخاطر بيسر ولكن بعد كد منا وعمل. وهذا لا يقدح في الذي صنعناه؛ لأن الشاعر عندما يأخذ متأثرًا بشاعر آخر، ربما تعمد الإخفاء، وربما وقع له الإخفاء ناشئًا من نفس طبيعة الأخذ والتوليد وقدرة الملكة التي هي عنده. مع هذا إننا لم نصل إلى حقيقة هذا الخاطر بتعمل وتكلف. فإن مارفيل قد جعل طائر روحه «ينساب بين الأفنان» فلن تسلم أجنحته من قطرها. ثم قد جعل طائره يموج ريشه في الضوء المتنوع- فهذا يظهر لون القطرات التي يصير بها جناحه فضيًّا.
وقوله «تموج في ريشها الضوء المتنوع» أي الروح التي صارت طائرًا، قد نشر فيه الجناح الفضي فظهرت ريشاته بأضواء متنوعة -هذا شبيه بقول أبي الطيب:
وألقى الشرق منها في ثيابي ... دنانيرًا تفر من البنان
كلمتا مارفيل The various light - الضوء المتنوع- هما تعبير يحمل نفس دلالة حركة الأضواء المستديرة السريعة التي تنفلت على الثياب انفلاتًا وهن متتابعات ومتلاحقات- هذا أيضًا خاطر، وبالتنبه إليه يتضح الخاطر الذي أشرنا إليه قبله- فصارت الخواطر سبعة.