للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال أبو الطيب:

وأمواه تصل بها حصاها ... صليل الحلي في أيدي الغواني

إذا غنى الحمام الورق فيها ... أجابته أغاني القيان

ومن الشعب أحوج من حمام ... إذا غنى وناج إلى البيان

وقد يتشابه الوصفان جدا ... وموصوفاهما متباعدان

قبل هذه الأبيات: «لها ثمر تشير إليك منه إلخ» وقد نبهنا إلى شدة شبه كلام مارفيل في قسمه الخاص به من حيث قال: «التفاحة الناضجة حول رأسي يساقط جناها إلى قوله تمد بأنفسها إلى يدي من كثب» وأنه أول ما استرعى انتباهنا أن هذا ليس مجرد توارد خواطر ولكنه أخذ ومتابعة.

لم يدع أندرو حديقته بلا ماء، وقد جعله نافورة Fountain- وهذه قد تكون نبعًا طبعيًّا أو مصنوعًا. ونبع أبي الطيب طبعي غير أن فيه معنى الشلال والنافورة ذات الخرير والماء الصاعد المنحدر. وأجاد أبو الطيب نقل الصوت في قوله: «تصل بها حصاها صليل الحلى إلخ» والتشبيه بصليل حلي الغواني يحمل صورة الفتيات الفارسيات اللاتي كن يغنين هناك- حديقة مارفيل كما فيها النبع لم يخلها من الغواني، فجاء بدافني وسيرنجة من أساطير يونان وأقحمهما إقحامًا في القسم الرابع.

ومن أدق النظر والتأمل في عجائب معاناة الشعراء لم يخف عليه أن حديقة مارفيل قد صارت ضربًا من «ملاعب جنة» بدخول أبولو وبان وسرنجة ودافني فيها. وآلهة أهل الشرك عند أهل الديانات السماوية من الشياطين ومن الجن، فتأمل.

وطائر ابن سينا ورقاء، وهو قوله: ورقاء ذات تعزز وتمنع، ولا ريب أن طائر

<<  <  ج: ص:  >  >>