إلا أن تثبت في نخلة عند مارفيل. وقد زعم أن الآلهة - (وهم عندنا شياطين) - يطاردون الأبكار الحسان فتكون غاية طرادهم لهن أن يتحولن إلى نبات وشجر وقصب وهلم جرا- وقد طارد إلهه الذي هو شيطان شعره بكرًا من معني أبي الطيب، وهي:
يقول بشعب بوان حصاني ... أعن هذا يسار إلى الطعان
متضمنه في قوله إلى الطعان، فصيرها نخلة، ثم قرنها بالغار والبلوط وهن من شجرات الإفرنج والروم واليونان.
فصارت الخواطر ثمانية عشر. ولو وقفنا عند هذا العدد وقسمناه على أقسامه التسعة لكان لكل منها خاطران، فكأن كل بيتين من أبي الطيب تضمن خواطرهما قسم من أقسام مارفيل التسعة.
ثم هن -أي الخواطر- أكثر من ذلك، منهن خاطر العشق ولهيبه وأحوال أصحاب الغرام ومنهن خاطر الحذق والمهارة الذي في آخر كلمة مارفيل ونأمل أن نلم به من بعد إن شاء الله.
بعد هذا الذي ذكرناه نزعم أننا لا نشك أن مارفيل وهو مقتدر صناع قد بنى حديقته على حذو معان احتذى بها طريقة أبي الطيب وخواطره وإبداعه. أول شيء بنى عليه هو حديث حصان أبي الطيب، هذا هو الأصل الذي احتذاه مارفيل. والقسم الأول من قصيدته شرح لهذا المعنى؛ لأنه يعذل الناس على طلب النصر بدلًا من طلب الدعة والاستمتاع بالحديقة- هذا هو عين قول الحصان: أعن هذا يسار إلى الطعان. ثم فكرة الدعة والراحة اجتذبت معها فكرة العزلة والوحدة. وهذه نفسها تفريع من قصة حديث حصان أبي الطيب في قوله: