فأدخل مارفيل قصة حواء. وزعم أن آدم لو كان ظل واحدًا ولم تخلق حواء له ومنه لكان أفضل منه ولكان له من ذلك جنتان لأنه كان سيكون بمعزل من الخطيئة.
نص الشراح الذي ذكروا لنا به أن بيتي مارفيل لم يكونا في الأصل اللاتيني الأول:
The paradises't were in one
To live in paradise alone
وإذن لأصاب جنتين في جنة
لو قد بقي في الفردوس بلا كنة
هذا نص مهم لأنهما كما ترى إضافة عن روية. وما أشك أنه أخذ معنى الجنتين من القرآن وقد ترجم القرآن إلى اللاتينية في القرن الميلادي الحادي عشر ومثله لا يخفى عن مارفيل. وذلك قوله تعالى {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} ومن خاف مقام ربه هو من لم يعصه، هو آدم الذي فرضه مارفيل على وجه التمني، وأضرب عن الفرض لاستحالته.
مع أن أصل فكرة الوحدة من حديث الحصان وهو ديني جنسي كما ترى، قد زيد فيه من معاني وصف انفراد المتنبي - (غريب الوجه واليد واللسان) وأنسه في هذه الغربة إلى شعب بوان.
وعندي أن أبا العلاء أخذ قوله:
ذريني وكتبي الرياض ووحدتي ... أكون كوحشي بإحدى الأمالس
يسوف أزهار الرياض تعلةً ... ويأمن في البيداء شر المجالس
من بوانية أبي الطيب هذه، وكأنه يشرح بهذين البيتين حالة شعور أبي