للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولئن يك مارفيل قد اطلع على أبي الطيب وهو ما نقول به استنادًا على شدة المشابهة في الآراء والأداء في هذه القصيدة الواحدة (الحديقة) بينها وبين قصيدة واحدة لأبي الطيب هي «مغاني الشعب طيبًا في المغاني» ولا أراني أغلو إن زعمت أن مارفيل على انتفاعه بالبيتين المتقدمين «مما أضر بأهل العشق إلخ»: إنما أصل تناوله موضوع العشق من قول أبي الطيب في «مغاني الشعب» يذكر بلاد عضد الدولة - (وقد جعلها في مدحه له كأنما هي امتداد للشعب كما في خياله قد جعل الشعب امتدادًا لدمشق ونيران قراها ونيران يلنجوجها، وقد زعم قوم أنه كان يتعشق خولة أخت سيف الدولة ولا نقول به ولكنا نقول إنه كان شاعرًا وينبغي أن يكون قد أحب ويفيده قوله:

رحلت فكم باك بأجفان شادن ... علي وكم باك بأجفان صنيغم

وقد ذكر في مصر أنه يحن إلى أهله وهذا حب لا ريب فيه:

أحن إلى أهلي وأهوى لقاءهم ... وأين من المشتاق عنقاء مغرب

وقد يكون ربما اتسع قلبه لأكثر من حب واحد والله أعلم بسرائر القلوب) قال:

أروض الناس من تربٍ وخوفٍ ... وأرض أبي شجاعٍ من أمان

تذم على اللصوص لكل تجرٍ ... وتضمن للصوارم كل جاني

أي تعطي ذمتها بالأمان من اللصوص لكل التجار أو كما نقول في عصرنا هذا «تؤمن ضد السرقة» لا بمال يدفعه التاجر لتاجر مثله ولكن بسيف الأمير وتدبيره المرهوب.

فلو طرحت قلوب العشق فيها ... لما خافت من الحدق الحسان

أي لو أن القلوب الرقيقة (وهي قلوب العشاق) طرحت في أرض هذه البلاد

<<  <  ج: ص:  >  >>