للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفضة وحمرة الذهب وخضرة السندس. هل أخذ مارفيل معنى ارتباط الخضرة بالحسن من ههنا- من القرآن ومن مذهب العربية؟

ثم تعميم العرب معنى الخضرة على الحسن، ولا عجب فهم أهل صحراء، الخضرة عندهم لون الخصب والرخاء والغيث والربيع، قالوا: خضراء الدمن، يعنون الحسناء في منبت السوء. وقالوا إياكم وخضراء الدمن وهو في الأثر وأحسب قول أبي الطيب:

في إثر كل قبيحٍ وجهه حسن

مرده إليه.

وقال أبو الطيب في مغاني الشعب:

كأن دم الجماجم في العناصي ... كسا البلدان ريش الحيقطان

وهذا من افتنان أبي الطيب، لم يشأ أن يغادر محاسن الشعب حتى بعد أن سار عنها إلى الطعان، فجعل دم الجماجم في شعورهن في مكان القتال وقد كان في أرض خضراء كهذا الطائر قد تناثر ريشه المحمر على خضرة النبات. لا أستبعد أن يكون مارفيل قد تقزز من الحمرة هنا فأنكر أن تكون علمًا للحسن كما الخضرة التي شوهتها علم لها. وغير خاف أن المتنبي قد تقزز من المنظر الذي فر منه إلى جمال الشعب الذي اختزنه خياله إلى النوبنذجان.

وقد مرت الإشارة إلى القسم الرابع من منظومة مارفيل أن أصل الفكرة فيه من قول أبي الطيب: «ملاعب جنة» -وقد جعل مارفيل دنيا النبات كلها- من أجل مدحه لحديقته ملاعب لأبولو وبان ودافني وسرنجة وأغصان الغار ونايات الغناء.

هذا والشعراء مما يأخذون الألفاظ ورناتها كما يأخذون المعاني وقد جاء

<<  <  ج: ص:  >  >>