لفظ الغربة والغرابة ومدلول ذلك في أول كلام أبي الطيب حيث قال:«غريب الوجه واليد واللسان» -فليت شعري هل في قول مارفيل - curious- الذي نعت به فاكهة ضرب من الخوخ أو الدراق يقال لها بالإنجليزية nectarine تأثر بغريب الوجه واليد واللسان؟ هل فقط طلب إقامة الوزن هو الذي جاء بكلمة curious فإن فيها دلالة على الغرابة أن لا على الغربة ولمما يترافقان وفي قاموس أكسفورد أنها تدل على الغريب والمدهش والعجيب، فعن عمدٍ تخيرها الشاعر.
وقد مر الحديث عن القسم الخامس وهو أخذ من أبي الطيب يشعر باطلاع مباشر على أصل النص أو ترجمة له لاتينية، وعل هذا هو الصواب، لصياغة أندرو مارفيل منظومته باللاتينية أول الأمر، فجعل النظم باللاتينية درجة يتدرج بها إلى ما ولده آخر الأمر في لغته، وحتى هذا قد تعهده بالمراجعة. وحتى عنوان القصيدة تجده أحيانًا:
The Garden أي الحديقة
وأحيانًا تجده:
Thoughts in a Garden أي أفكار في حديقة
وإنما هو للمتأمل:«أفكار في شعب بوان ومستقاة مستفادة من «مغاني الشعب طيبًا في المغاني».
وفي القسم السادس قصة التفلسف بمشابهة أنواع البر لأنواع البحر وتشبيه العقل بالبحر وقد فصلنا في ذلك ونبهنا إلى أصله في أبيات مغاني الشعب حيث ذكر أبو الطيب الورقاء وغناء القيان وتشابه الوصفين اللذين موصوفاهما متباعدان ثم تجاوزه بخيال عقله مناظر الشعب إلى دنياوات أبعد منها.