تريا نهارًا مشمسًا قد شابه ... زهر الربا فكأنما هو مقمر
وقصيدة أبي تمام أصل ما زال الشعراء ينظرون إليها ويأخذون منها من لدن سمعوها وأبو الطيب منهم لاطلاعه وشدة تأثره بأبي تمام، غير أنه قد أربى عليه بشدة غرفه من بحر تجاربه غرفًا يأخذ من الأعماق بنفس اليسر الذي يأخذ به من الغوارب.
وأصل هذا المعنى مولد من مغاني الشعب ثم صقله النظر إلى أبي تمام مع التأمل الفلسفي «الميتافيزيقي» ذي الطريقة الذكية مع الصنعة الرشيقة السمحة التي امتاز بها أندرو مارفيل في لغة قومه، -وذلك أن حديثه عن حديقته قد جعله حديثًا عن أفكارٍ في حديقة (كما في أحد عنوانيه). والفكر ضوء. فإذا كان فكرًا في حديقة كان ضوءًا أخضر كهذا الضوء الذي وصفه أبو الطيب فقال:
فقمن بما يرد الشمس عني ... وجئن من الضياء بما كفاني
اللاتي جئن من الضياء بما كفاني من الأغصان الخضر فالضوء المار بهن مشوب بالخضرة كما زعم أبو تمام -وهذا المعنى فصله مارفيل في وصف المزولة حيث جعل ضوء الشمس معتدلًا لأن الزهر والعشب خالطاه.
والدنانير التي ألقاها الشرق في ثياب أبي الطيب وتفر من البنان -هي أيضًا