أضواء شابتهن الخضرة- ومعهن ظلال من الخضرة، وهذا الذي جعلهن دنانير متحركات بحركة الورق والأغصان.
هذه الظلال الفاصلة بين الأضواء الخضر هي أيضًا في لونها ظلال خضر فتشابه الضوء والظل في أن الخضرة تجمع بينهما.
وتشابها في أن الضوء رمز الفكر والخضرة رمز الراحة وسعادة الدعة ونعمتها. ومع هذا التشابه بينهما اختلاف- الضوء من طبع الشمس والنهار، والظل من طبع الليل والراحة.
وقد يتشابه الوصفان جدًّا ... وموصوفاهما متباعدان
ومما يدلك على أن هذا الذي نزعمه ليس ببعيد متصيد قول مارفيل في نعنته للطائر إنه يموج ريشه في الضوء المتنوع The various light وقد نبهنا أن هذا هو معنى الدنانير التي تفر من البنان في نعت أبي الطيب لحركة الضوء والأغصان عليه وهو متحرك أيضًا.
وقد سبق الحديث عن القسم السابع وهو الذي فيه طائر الروح والضوء المتنوع والنافورة يستمع الشاعر إلى صليل أمواهها وهو عند أصل فاكهة تعلو جذورها الخضرة.
وقد سبق الحديث عن القسم الثامن وهو أصل أفكار مارفيل في حديقته ومنه انتقل إلى نعت حديقته وقد جعله مارفيل خاتمة لأفكاره، ولنعته كما قد جعل أبو الطيب بيتيه: