للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٨٢٧ م) وكان من رواد الحركة الرومنتيكية وفي نظمه أغراب وأخذ من مذاهب التصوف ولشراحه افتنان في تأويل كلامه وحمل تشبيهاته واستعاراته محامل شتى من الرمزية. وكان ربما أغرب وعمى. وكان غير مرموق المكان أول أمره حتى ضربت الرومانتكية بجران فانتبهوا لمكانه. غير أن منظومته عن «التيقر» (النمر) وجدت سيرورة في زمان مبكر.

زعم الأستاذ هاردنق (D.W. Harding) في كلمته بعنوان اسم هذا الشاعر وليم بليك William Blake بمعرض الوجوه الكثيرة التي قد يوجه إليها كلام وليم بليك، أن القسم الخامس قد يتسع تأويل كلماته الواسعة مدى الأصداء في كل عقل حسب فهمه لها ولكن المعنى الجوهري الأساسي واضح لا غموض ولا لبس فيه. قال ما فحواه أن بليك يسأل كأن سؤاله يمازجه إنكار مرتاع، هل الخالق تبسم راضيًّا عما صنع في الحين الذي كانت فيه قوة هذا الذي صنعه بالغة الشراسة حتى أن النجوم قد ألقت بسلاحها العالي وانهارت تنهمر بمدامع البكاء وقال الأستاذ هاردنق أن لفظ الرماح اقترحته على الشاعر لمعة النجوم الحديدية (١).

قلت لله در أبي الطيب إذ يقول:

ولكن تأخذ الألباب منه ... على قدر القرائح والفهوم

وقد كان لوليم بليك إلمام بأساطير الأمم والهيات الشرق وأشياء من التصوف وغير ذلك. وجلي واضح - (مع تسليمنا بأن كل ذي فهم فله فهمه، وفهم أهل لغة ذلك الرجل أولى بالتقديم، إلا أنه لسعة ما طلع عليه من الأقاويل ربما خفي عن


(١) () من كتاب The Pelican Guide to English Literature طبعة ١٩٧٩ م. في القسم الثالث D.W. Harding Part III ص ٦٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>