مع هذا فكرة السندان والمطرقة منبعثة انبعاثًا طبيعيًّا من فكرة صانع يلوي عضلات قلب التيقر وهو يصنعها وهي فولاذية وعيناه نارٌ. فهذا الصانع لما جاء بالنار من أغوارها وأفلاكها البعيدة أضرمها ليلوي عليها هذه العضلات. فكرة لي العضلات التي في القسم الثالث: «could twist ... » من قول أبي الطيب:«وساعدًا مفتولًا» -السؤال، من فتله سهل يسير كما ترى. وكلمة (sinews) التي استعملها بليك معناها العصب الذي يربط العضل بالعظم وما أشبهه وليس في القلب عظم ولكن خيوط عضلاته ذات متانة لا يقوى على فتلها إلا ساعد مع المهارة جبار القوى.
ولا أباعد إن قلت أن فكرة السلسلة ربما تكون خلصت إلى تصور بليك وتوليده من صورة إشراف الفرس بعنقها النبيل ورأسها المتفرد عن كل تمثيل ولجامها الذي سامحت به، ولو امتنعت فلم تعط مكانه، إذن لكانت بوثبة منها وطمرة أبعد من أن تنال.
وعاد بليك بعد السلسلة والسندان إلى المطرقة وهي من الدق وأسد المتنبي يدق الحجار بصدره دقًّا يوشك به أن يخترق الأرض. وإلى الساعد واليد مرة أخرى في grasp وفي clasp أي القبضة والأخذ والإمساك- كما في الترجمة وهي تقريب:
أية مطرقة وأية قبضة هائلة
قدرت فأمسكت بمخاوفك القاتلة
ثم في القسم الخامس ما سبقت الإشارة إليه من أمر النجوم وانهمال الدموع وتساؤل بليك هل ابتسم الصانع اللاهوتي إذ رأى ما صنع؟