وأمرها أو قال: أمضاها. فقال: أعطوه كذا وكذا. فاستقللت ذلك. فقال الهذلي: وكان جرير عربيًّا قرويًّا، فقال للحجاج: قد أمر لي الأمير بما لم يفهم عنه، فلو دعا كاتبًا وكتب بما أمر به الأمير. فدعا كاتبًا واحتاط بأكثر من ضعفه وأعطى الفرزدق أيضًا. قال الهذلي: فجئت الفرزدق فأمر لي بستين دينارًا وعبدٍ، ودخلت على رواته فوجدته يعدلون ما انحرف من شعره، فأخذت من شعره ما أردت. ثم قلت له يا أبا فراس، من أشعر الناس، قال أشعر الناس بعدي ابن المراغة. قلت فمن أنسب الناس؟ قال الذي يقول:
لي ليلتان فليلة معسولة ... ألقى الحبيب بها بنجم الأسعد
ومريحةٌ همي علي كأنني ... حتى الصباح معلق بالفرقد
قلت: ذاك الأحوص: قال: ذاك هو. قال الهذلي: ثم أتيت جريرًا فجعلت أستقل عنده ما أعطاني صاحبي أستخرج به منه، فقال كم أعطاك ابن أختك؟ فأخبرته فقال ولك مثله فأعطاني ستين دينارًا وعبدًا. قال وجئت رواته وهم يقومون ما انحرف من شعره وما فيه من السناد، فأخذت منه ما أردت، ثم قلت، يا أبا حزرة من أنسب الناس؟
قال الذي يقول:
يا ليت شعري عمن كلفت به ... من خثعم إذ نأيت ما صنعوا
قومٌ يحلون بالسرير وبالـ ... حيرة منهم مرأى ومستمع
أن شطت الدار عن ديارهم ... أأمسكوا بالوصال أم قطعوا
بل هم على خير ما عهدت وما ... ذلك إلا التأميل والطمع
قلت: ومن هو؟ قال الأحوص. فاجتمعا على أن الأحوص أنسب الناس» أ. هـ. وزعم أبو الفرج من وراء رجال سنده أن الأحوص كان ينسب