للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بسكينة بنت الحسين رضي الله عنها وأن الليلة المريحة همه عليه هي ليلة تذكره وتشوقه لها، أما الليلة المعسولة فهي ليلة أهله، فزعموا أنه لغرامه كانت ليلة الهم- هم الشوق والغرام: أحب الليلتين إليه. وزعم أنه كان يكني عنها بعقيلة. وقال من قبل الأحوص شر مقال ثم مرض بعتيذيرٍ يزعم به «أن ليس ما جرى من ذكر الأحوص إرادة للغض منه في شعره» قال: «ولكنا ذكرنا من كل ما يؤثر عنه مي تعرف به حاله من تقدم وتأخر وفضيلة ونقص- فأما تفضيله وتقدمه في الشعر فمتعالم مشهور، وشعره ينبئ عن نفسه ويدل على فضله فيه وتقدمه وحسن رونقه وتهذبه وصفائه» أ. هـ. قلت جمع أبو الفرج بأمويته بغض الأنصار (١) وبغض آل البيت كما ترى. وكان يقال إنه شيعي ويتعجب من ذلك من أمره وربك أعلم بسرائر القلوب.

هذا والشاهد مما تقدم، في مجال ما نحن فيه، استقدام الحجاج شاعري بني تميم يسمع منها المدح والفخر ويعطيهما ويعطيان هما أخا هذيل على الرواية.

قوله: «يعدلون ما انحرف من شعره» عن الفرزدق «ويقومون ما انحرف من شعره وما فيه من السناد» عن جرير يدل على أن الشعراء كانوا لا يزالون يعاودون أشعارهم بالمراجعة فيأخذ ذلك عنهم الرواة وربما أعانوهم بالنقد.

ورواية مطلع جيمية جرير المشهور كما في ديوانه:

هاج الهوى لفؤادك المهتاج ... فانظر بتوضح باكر الأحداج

وكأنه مراجعة للذي مر من رواية.

ومن أخبار الفرزدق مع الحجاج أن الحجاج جاءه نعي أخيه محمد بن يوسف


(١) () الأحوص من الأنصار جده عاصم بن ثابت الصحابي الجليل شهيد يوم الرجيع، وكان ممن أبلوا بلاء حسنًا في أحد.

<<  <  ج: ص:  >  >>