بني عم النبي ورهط عمروٍ ... وعثمان الذين علوا فعالا
قيامًا ينظرون إلى سعيدٍ ... كأنهم يرون به هلالا
فأجاروه من زياد، ونفس عليه هذه الكلمة مروان.
وقال في زياد:
وعند زياد لو يريد عطاءهم ... رجال كثير قد يرى بهم فقرا
قعود لدى الأبواب طلاب حاجة ... عوان من الحاجات أو حاجة بكرا
فكان ذلك من أشد ما هجى به وأوجعه وفيه كالتكذيب لما كان قطعه زياد على نفسه كما ذكرنا من قبل.
وكان هجاء ابن مفرغ لآل زياد سوط عذاب صبه الله عليهم من ذلك قوله:
ألا ابلغ معاوية بن حرب ... مغلغلة من الرجل اليماني
أتأبى أن يقال أبوك عفٌ ... وترضى أن يقال أبوك زاني
وأشهد أن إلك من قريش ... كإل الفيل من ولد الأتان
وقوله:
وأشهد أن أمك لم تباشر ... أبا سفيان واضعة القناع
ولكن كان أمر فيه لبس ... على خوفٍ شديد وارتياع
ويزيد بن مفرغ من مقتدري شعراء أوائل الدولة الأموية، سهل العبارة جزلها متوقدها يخلص كلامه خلوصًا إلى القلوب. ولوزنه رنين. وقد كان زمانه زمان أوج الغناء. وقد ذكروا أم له صاحبة تدعى أناهيد كانت تحسن الغناء وأناهيد عند الفرس كالزهرة عند العرب. وله الأبيات المشهورة:
سبحان من قسم الحظوظ فلا عتاب ولا ملامة
أعمى وأعشى ثم ذا بصر وزرقاء اليمامة