ويستقم الوزن بوصل البيت الذي أوله هامة بسابقه الذي آخره هامة -هكذا ... كنت ها ... مه هامةً تدعو ... إلخ فتأمل.
وهجا جرير تغلب فقال:
لا تطلبن خئولةً في تغلب ... فالزنج أكرم منهم أخوالا
يحتقر أمر الزنج كما ترى، فأحفظهم فأتيح له زنجي منهم هجاه بأبيات انتصر فيها لنفسه وفضل عليه الفرزدق فقال:
إن الفرزدق صخرة عادية ... طالت فليس تطولها الأجبالا
وقد كانت في الفرزدق صعلكة وفكاهة وكان ألبق بتألف ضروب الموالي من جرير، وقد رأيت نعت الهذلي جريرًا بأنه عربي قروي، فذلك كان مما يخرج منه إلى أصناف الموالي جنادع تنبئ عن روح التعالي الذي كانت عليه العرب، -وقد ذكروا أن الموالي نفرت من جريرٍ لما قال في هجاء مالك بن طريف:
يا مالك بن طريف أن بيعكم ... زاد القرى مفسد للدين والحسب
قال نبيعكه بيعًا فقلت لهم ... بيعوا الموالي واستحيوا من العرب
وقال في بني العم لما انتصروا للفرزدق:
ما للفرزدق من مجدٍ يلوذ به ... إلا بني العم في أيديهم الخشب
سيروا بني العم فالأهواز منزلكم ... ونهر تيري فلم تعرفكم العرب