وقد كان مدح الأخطل لبني مروان عليه أبهة سلطانهم مما زجها شيء من عداوته للإسلام، تحس ذلك تنضح به رائيته:
خف القطين فراحوا منك أو بكروا ... وأعجلتهم نوى في صرفها غير
تأمل قوله:
وقد نصرت أمير المؤمنين بنا ... لما أتاك ببطن الغوطة الخبر
يعرفونك رأس ابن الحباب وقد ... أضحى وللسيف في خيشومه أثر
لا يسمع الصوت مستكًّا مسامعه ... وليس ينطق حتى ينطق الحجر
ضجوا من الحرب إذ عضت غواربهم ... وقيس عيلان من أخلاقها الضجر
وأقسم المجد جهدًا لا يحالفهم ... حتى يحالف بطن الراحة الشعر
وقد عرفت قيس طعم المرارة في شعره، فجزته على ذلك المقتلة العظيمة التي كانت يوم البشر. وقد جزع الأخطل مما أصاب قومه من قتل الرجال وبقر بطون الحوامل فقال يحرض الخليفة ويسر في تحريضه وعيدًا:
لقد أوقع الجحاف بالبشر وقعة ... إلى الله منها المشتكى والمعول
فإن لا تغيرها قريش بملكها ... يكن عن قريش مستماز ومزحل
وكان مدح ابن قيس الرقيات سندًا ودعامة لآل الزبير على بني مروان، حتى إن ابن قيس لما قدم على عبد الملك ومدحه لم يقبل منه على جودة ما قاله فيه وذكره بقوله في مصعب:
ملكه ملك قوة ليس فيه ... جبروت ترى ولا كبرياء
وقوله:
إن يعش مصعب فنحن بخير ... قد أتانا من عيشنا ما نرجي