للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جلب الخيل من تهامه حتى ... بلغت خيله قصور زرنج

ملك يطعم الطعام ويسقى ... لبن البخت في عساس الخلنج

أحسب أن عبد الملك ذكر هذا البيت وعاب عليه أنه مدحه بالتاج كما تمدح ملوك الأعاجم في قوله:

ما نقموا من بني أمية إلا أنهم يحملون إن غضبوا

وأنهم معدن الملوك فما تصلح إلا عليهم العرب

إن الفنيق الذي أبوه أبو العاصي عليه الوقا والحجب

خليفة الله فوق منبره جفت بذاك الأقلام والكتب

يعتدل التاج فوق مفرقه على جبين كأنه الذهب

وليس التشبيه بملوك الأعاجم من حيث قوة سياستهم ومنعة جيوشهم بعيب ولكن في ذلك إشعارًا بأنهم ليسوا على منهج الإسلام الذي خلافته ليست بذات جبروت ولا كبرياء وكأن ابن قيس متمسك بزبيريته وإنما يصانع الواقع بهذا الثناء الدنيوي غير الديني وهذا من أمره لم يخف على عبد الملك وكان شاعرًا عالمًا بالشعر فقيهًا باقعة كما لم تخف على عبد الملك زبيرية الراعي في لاميته:

ما بال دفك بالفراش مذيلا ... أقذى بعينك أم أردت رحيلا

فأعرض عن جودتها ولم يرض عن عثمانية الراعي فيها إذا كانت عثمانية زبيرية، ومدح مروان أباه بتمريض وأقبل على عماله هو فأوسعهم ذمًّا وكأنما بغى أن يستعدي على دولته ببقية من ميله إلى آل الزبير.

وهجا الفرزدق آل المهلب بعصبية تميم على الأزد. وكانت بين تميم والأزد حروب وشحناء ثم صارا إلى مهادنة وصلح. وكان يزيد بن المهلب جوادًا ذا سياسة

<<  <  ج: ص:  >  >>