واستشهد به ابن قتيبة في مقدمته على ما سماه شرف المعنى ونسبه إلى الحزين الكناني وعسى ذلك، وكان في ابن قتيبة كما كان في الجاحظ ظاهر انحرافٍ عن التشيع وما خلا ذلك والله أعلم من مصانعة لبني العباس، فقد زعم ابن قتيبة أن مدح الكميت لبني أمية أجود من مدحه لبني هاشم وهو باطل، وأنكر الجاحظ على الكميت زعمه أن الناس يعيبونه لمدح الرسول عليه الصلاة والسلام والجاحظ ممن لم يخف عليه أن الكميت إنما عنى تحامل الناس عليه من أجل موقفه السياسي إذ مدحه الرسول صلى الله عليه وسلم مضمن تزكية أهل البيت وتفضيهم والدعاية لهم: تأمل قوله يذكر توارث بني أمية الخلافة:
وقالوا ورثناها أبانا وأمنا ... وما ورثتهم ذاك أم ولا أب
ولكن مواريث ابن آمنة الذي ... أقر له بالفضل شرق ومغرب
بك اجتمعت أنسابنا بعد فرقة ... فنحن بنو الإسلام ندعي وننسب
يقولون لم يورث ولولا تراثه ... لقد شركت فيها بكيل وأرحب
ولم يكن الأنصار عنها بمعزل ... ولا غيبا عنها إذ الناس غيب
هم رئموها غير ظأر وأشبلوا ... عليها بأطراف القنا وتحدبوا
فإن هي لم تصلح لحي سواهم ... فإن ذوي القربى أحق وأقرب
وإلا فقولوا غيرها تتعرفوا ... نواصيها تردى بنا وهي شزب
علام إذن زرنا الزبير ونافعا ... بأرماحنا بعد المقانب مقنب
وطاح على أرماحنا بادعائها ... وتحويلها عنكم شبيب وقعنب
قد كانت هاشميات الكميت مما زعزع سلطان بني أمية وهيأ سبيل سقوطه.
وقد كان مدحه ومدح الشيعة وآل البيت، مما يوقع في نفوس بني أمية أنفسهم أنهم مغتصبون وأن منزلتهم في منصب الشرف دون منصب بني هاشم. ولم يكن لبني