مروان من شرف الجاهلية ما كان لبني حرب وآل سعيد بن العاص. وإنما أعينوا بسن مروان وقرابته من أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه.
وميمية الفرزدق في زين العابدين مما يشهد له، على المذكور من جبنه، بشجاعة قلب خارقة. وقد أحسن الجاحظ الثناء على الفرزدق في مقطوعاته وأوشك أن يفضله بها تفضيلًا. ومن أجود هذه المقطوعات ما كان الفرزدق يتناول فيه الخلفاء والولاة بالنقد اللاذع. وقد هجا الحجاج فقال:
إن تنصفونا بالمروان نقترب ... إليكم وإلا فأذنوا ببعاد
والأبيات في حماسة أبي تمام منسوبة إليه. وقد تروى لمالك بن الريب، كأن نناسبها إليه يستبعد أن يكون جسر فقال في الحجاج:
فباست أبي الحجاج واست عجوزه ... عتيد بهم ترتعي بوهاد
فلولا بنو مروان كان ابن يوسف ... كما كان عبدًا من عبيد إياد
ولعل الفرزدق جعلها من مكتماته. وهذا أسلوبه وما كان ليخفى على أبي تمام. والراجح أن مالك بن الريب مات قبل زمان الحجاج لأن خروجه إلى خراسان كان مع سعيد بن عثمان وكانت ولاية سعيد قبل زمان الحجاج بدليل قول ابن مفرغ:
تركي سعيدًا ذا الندى ... والبيت تسنده الدعامة
وتبعت عبد بني علاج ... تلك أشراط القيامة
عبد بني علاج يعني به عباد بن زياد. وزمان ابن مفرغ قبل الحجاج بلا ريب، على زمان معاوية وابنه.
وقول الفرزدق «فباست إلخ» جسارة في السب وكانت العرب تصنع ذلك في