للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يستنزل الدنان وطورًا يستنطق العيدان، ودفعةً يستنشق الريحان وأخرى يغازل الغزلان، فلما عثرت على لبسه وتفاوت يومه من أمسه، قلت له: أولى لك يا ملعون، أنسيت يوم جيرون فضحك مستغربًا ثم أنشد مطربًا:

لزمت السفارة وجبت القفار وعفت النفار لأجني الفرح

وخضت السيول ورضت الخيول لجر ذيول الصبا والمرح

ومطت الوقار وبعت العقار لحسو العقار ورشف القدح

ولولا الطماح إلى شرب راح لما كان باح فمي بالملح

ولا كان ساق دهائي الرقاق لأرض العراق بحمل السبح

عني بالرقاق العظات التي ترقق القلوب.

فلا نغضبن ولا تصحبن ... ولا تعتبن فعذري وضح

فلا تعجبن لشيخ أبن ... بمغنًى أغن ودن طفح

فإن المدام تقوي العظام ... وتشفي السقام وتنفي الترح

وأصفى السرور إذا ما الوقور ... أماط ستور الجفا واطرح

وأحلى الغرام إذا المستهام ... أزال اكتتام الهوى وافتضح

فبح بهواك وبرد حشاك ... فزند أساك به قد قدح

وداو الكلوم وسل الهموم ... ببنت الكروم التي تقترح

وخص الغبوق بساقٍ يسوق بلاء المشوق إذا ما طمح

وشادٍ يشيد بصوت تميد جبال الحديد له إن صدح

وعاص النصيح الذي لا يبيح وصال المليح إذا ما سمح

وجل في المحال ولو بالمحال ودع ما يقال وخذ ما ملح

<<  <  ج: ص:  >  >>