شعره فظيع التوحيش وأنشد أبياتًا رواها عن ثعلب عن ابن الأعرابي قالها محمد بن علقمة التميمي وقافيتها الخاء:
أفرخ أخا كلب وأفرخ أفرخ
أخطأت وجه الحق في التطخطخ
أما ورب الراقصات الزمخ
يخرجن من بين الجبال الشمخ
يزرن بيت الله عند المصرخ
لتنمطخن برشاءٍ ممطخ
ماءً سوى مائي يابن الفنشخ
أو لتجيئن بوشيٍ بخ بخ
من كيس ذي كيس مئن منفخ
قد ضمه حولين لم يسنخ
ضم الصماليخ صماخ الأصلخ (١)
وما أرى إلا أن صاحب هذا التوحيش قد جاء به يتحف به سامعه الحضري وفيه فكاهة وضحك وجاء بالخاء ليناسب به ابن الفنشخ وهو كما يظهر لقب ونبز إما كان معروفًا لذلك الرجل أو نبزه به لافتراق ساقيه وهو يمطخ بدلوه من البئر.
لما جعل توازن البداوة والحضارة يختل وخالط ذلك الاختلال بيان العرب ودخل اللحن في لسان من كانوا هم معدن الفصاحة -كالذي رووا عن الوليد بن عبد الملك أنه قال للأعرابي من ختنك بفتح النون فقال هذا القابلة امرأة بالبادية يا أمير
(١) () في طبعة نقد الشعر أخطاء وهكذا ينبغي أن تكون رواية الأبيات كما في الموشح وقد فصلنا الحديث عنها في مقال لنا عن خائية ابن خميس في العدد ٢٢. من المناهل بالمغرب ومئن ذو أنين ومنفخ ذو تأفف ومن روى وضأن فهو زيادة في المعنى.