للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصناعة، قرشيته وتبؤوه الحجاز. ثم في أسلوبه من متانة الأسر ما هو أكثر وأقوى مما عند بشار. ولا يقدح في أسر بشار أنه كان مولى فقد نشأ عربيًّا. وقد كان إسماعيل بن يسار النسائي مولى وشعوبيًّا يهجو العرب ومع ذلك لم يخرجه هذا من أهل الاستشهاد لصحة أسره ورسوخ قَدَمه وقِدَمه، وأنه مع هذا كان مولى لقريش حجازي الدار.

قال أبو فرج الأصفهاني في الجزء الرابع من الأغاني (طبعة دار الكتب وما صور عنها) في باب ذكر ابن هرمة وأخباره ونسبه: «أنشدني عامر بن صالح قصيدة لابن هرمة نحوًا من أربعين بيتًا ليس فيها حرف يعجم وذكر هذه الأبيات منها، ولم أجد هذه القصيدة في شعر ابن هرمة، ولا كنت أظن أن أحدًا تقدم رزينا العروضي إلى هذا الباب.

وأولها:

أرسم سودة أمسي دارس الطلل ... معطلًا رده الأحوال كالحلل

هكذا ذكر يحيى بن علي في خبره أن القصيدة نحوٌ من أربعين بيتًا، ووجدتها في رواية الأصمعي ويعقوب بن السكيت اثني عشر بيتًا فنسختها هاهنا للحاجة إلى ذلك، وليس فيها حرف يعجم إلا ما اصطلح عليه الكتاب من تصييرهم مكان ألف ياء مثل «أعلى» فإنها في اللفظ بالألف وهي تكتب بالياء ومثل «رأى» ونحو هذا، وهو في التحقيق في اللفظ بالألف وإنما اصطلح الكتاب على كتابته بالياء كما ذكرناه، والقصيدة:

أرسم سودة محلٌ دارس الطلل ... معطل رده الأحوال كالحلل (١)

لما رأى أهلها سدوا مطالعها ... رام الصدود وعاد الود كالمهل

وعاد ودك داءً لا دواء له ... ولو دعاك طوال الدهر للرحل


(١) () سودة وشبهه يحسب في المهمل لصيرورة تائه هاء ومثلها حومة وسارحة وملمعة واللوعة ومكرمة وسادة.

<<  <  ج: ص:  >  >>