للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واسع لإدراك محل سما ... عماده لا لإدراع المراح

والله ما السودد حسو الطلا ... ولا مراد الحمد رودٌ وراح

واها لحرٍّ واسعٍ صدره ... وهمه ما سر أهل الصلاح

مورده حلو لسؤاله ... وما له ما سألوه مطاح

ما أسمع الآمل ردًّا ولا ... ماطله والمطل لؤمٌ صراح

ولا أطاع اللهو لما دعا ... ولا كسا راحاله كأس راح

سوده إصلاحه سره ... وردعه أهواءه والطماح

وحصل المدح له علمه ... ما مهر العور مهور الصحاح

ولا ريب أن الحريري اطلع على أبيات ابن هرمة وقد تجنب ما اصطلح الكتاب أن يكتبوه بالياء كأعلى ورأى لأن الياء منقوطة وقول أبي الفرج أن اللفظ ألف صحيح ولكنها موضع إمالة وهي ياء أو فيها نفس الياء فهذا تجنبه الحرير (١) والأبيات العشرة قصيدة وحسبك من القلادة ما أحاط بالعنق وقد جاء فيها بجناس جيد بعضه ناقص وبعضه تام في قوله «ولا كسا راحًا له كأس راح» - قال الشريشي رحمه الله: «ومثل هذا الشعر الذي لم ينقط ما أنشد أبو القاسم الزجاجي لأحمد بن الورد.

علم العدو ملامة اللوام ... ودوام صدك وهو صد حمام

لولاك ما حدر السهاد دموعه ... ولما أطار كراه حر أوام

هل ما أسر وما أومل رادعٌ ... هول الهموم وروعة الأحلام

رد السلام وما أراك مسلمًا ... ورآك أهل هواك سر كلام

كم حاسدٍ لك أو مسر ودادةٍ ... ومعلل أهواه طول ملامي


(١) () كما تجنب تاء التأنيث التي تصير هاء اقتدارًا منه.

<<  <  ج: ص:  >  >>